انت وهاتفك الذكى.. من يتحكم بالاخر؟

بواسطة أحمد علاء 10/26/2014 3:22:00 PM


تتطور الهواتف الذكية حاليا بمعدل يفوق الوصف, منذ اطلاق اول هاتف ذكى منذ أكثر من 6 سنوات فى 2007 والى الان شهدت الهواتف الذكية تطورا هائلا من أول ظهور تقنية اللمس وحتى الهواتف الذكية ذو الشاشات المرنة والمنحنية, الى ان وصل عدد مستخدمى الهواتف الذكية فى العالم أكثر من مليار مستخدم حول العالم ومازال الرقم فى تزايد مستمر, لعبت الهواتف الذكية دورا كبيرا فى تحسين الحياة فى جميع الاتجاهات والمجالات, ولكن يأتى هنا السؤال هل نحن من نتحكم بالهواتف الذكية او هى من تتحكم بنا؟


اذا تحدثنا بالمنطق فنحن من نتحكم بالهواتف الذكية, ولكن هل تستطيع تخيل حياتك بدون هاتفك الذكى؟ اذا اوشكت بطارية الهاتف على النفاذ هل سيكون الامر اختياريا لاعادة شحنها ام انه اجباريا؟ تفقد مواقع التواصل الاجتماعى يوميا فيس بوك او تويتر.. هل الامر اختياريا بالنسبة اليك ام انه اجباريا؟ فمن هنا نستطيع ان نقول ان الهواتف الذكية هى من تتحكم بنا!



لنرى سويا كيف دخلت الهواتف الذكية الى حياة الجميع واصبحت جزء لا يتجزء منها بل واصبحت هى من تتحكم بنا..


لا نستطيع العيش بدون الهواتف  :
تذكر معى الان قبل خروجك من المنزل ما هى الاشياء التى تتفقدها باستمرار قبل الخروج؟ محفظتك؟ ربما مفاتيح السيارة او متعلقات اخرى؟ وهاتفك الذكى.. ومن المحتمل ان يكون الهاتف قبل هذه الاشياء, اتخذ قرارا الان بترك هاتفك فى المنزل قبل الخروج.. هل ستستطيع تنفيذ ذلك القرار؟ بالطبع لا.



أصبح الهاتف الذكى جزء من حياة كل شخص, يتفقده دائما فى أى مكان واى وقت, فى الطريق, فى الجامعه, فى المدرسة, فى العمل وفى أى مكان آخر ومن المحتمل ان يأتى يوما قد تنسى به أى شئ عند خروجك من المنزل ولكن ليس هاتفك الذكى. 


أصبحت الهواتف الذكية رفيقة حياتنا :
حتى قبل النوم قد يصبح آخر شئ قد تراه او استخدمته هو هاتفك, وعند الاستيقاظ صباحا ايضا قد يكون اول شئ تراه هو هاتفك, خاصة عند وصول مواقع التواصل الاجتماعى فأصبح لدى الجمع شغف دائم بتفقد الاخبار باستمرار او ماهو الجديد على المواقع, الى ان وصل الامر الى عدم تفويت ساعة واحده بدون متابعة الاخبار.



حتى قبل النوم أول شئ يخطر ببال الكثيرون قبل اغلاق اعيننهم هو شحن الهاتف طوال الليل ليصبح مستعدا تماما لتقضية اليوم بأكمله.


فقدان التركيز :
تلعب الهواتف الذكية دورا كبيرا فى فقدان التركيز فى الاشياء الاكثر الاهمية مثل الدراسة او الواجبات المفروضه او حتى التركيز مع الاخرين, قد تكون الهواتف الذكية مفيدة فى العديد من الامور مثل كتابة الملاحظات وتصوير اللحظات الهامة ولكن ايضا قد تصبح مضيعة للوقت وفقدان للتركيز بسبب الالعاب وتصفح الانترنت ومشاهدة الفيديو والاستماع الى الموسيقى, فأصبح الامر ادمانا للعديد من الاشخاص واصبحت جميع هذه الخواص هى من تتحكم بهم.


التهديد بالخطر :
قد تلعب الهواتف الذكية دورا رئيسيا فى تحديد حياة الكثيرون, فالعديد من الحوادث حاليا تحدث بسبب انشغال السائقين باستخدام الهاتف فى المكالمات او كتابة الرسائل او حتى تفقد الانترنت اثناء القيادة, قالامر غاية فى الخطورة ولا يستهان به, فقد تتحكم الهواتف الذكية فى حيتنا وقد تسلبنا حياتنا ايضا اذا تركنا التحكم الكامل لها بدون ادارة حكيمة من الشخص.


فى اليابان اطلق الكثيرون العديد من الحملات للتنديد باستخدام الهواتف الذكية اثناء القيادة وحتى أثناء السير فى الشوارع لتقليل الخطر بأكبر طريقة ممكنة.


التغيرات السلوكية تجاه الاخرين :
معدل انتشار الهواتف الذكية الغير طبيعى أدى الى تقليل معدل التفاعل والتواصل بين الاخرين فى الحياة العملية, فلجأ الجميع الى التواصل الاجتماعى عبر الانترنت وتركوا التواصل الشخصى, أدى هذا الامر الى تغيير سلوكيات العديد من الاشخاص تجاه الاصدقاء والاحباب وحتى الازواج مفضلين تكملة حياتهم بصورة افتراضية على الانترنت, ويعد هذا الامر نوعا من الهرب من المشكلات او مواجهتها, فيؤدى الامر ايضا الى عواقب جسيمة قد تؤثر فى حياة الكثيرون.



فى النهاية علينا بكل الطرق التحكم بهواتفنا الذكية ولا نتركها تتحكم بنا للابتعاد عن مخاطر هذا الامر, لا تعود نفسك كثيرا على استخدام الهاتف فى اى وقت وأى مكان خاصة مع اصدقاءك او احبابك او خارج المنزل عموما, فالتواصل الشخصى الحقيقى أفضل كثيرا من التواصل الافتراضى عبر الهواتف الذكية, توجد هناك حياة أفضل كثيرا من الحياة الافتراضية.

المصدر