الخلطة السرية التي جعلت فيس بوك أكثر إدمانا مما مضى

بواسطة أحمد علاء 4/28/2014 4:39:00 PM


جميعنا نعلم تمام العلم أن شبكة التواصل الإجتماعى فيس بوك ليست بالشبكة الهينة وإنما هي من أقوي الكيانات الحالية التي تغرد في سماء الانترنت منفردة بشكل واضح ومتقدمة على كل منافسيها وقد أصبحت الشبكة بطريقة أو بأخرى من أكثر المواقع شعبية على مستوى العالم في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ.

وقد أعلن فيس بوك يوم الأربعاء عن الإرتفاع الهائل التي شهدته الشبكة ليس فقط من ناحية المستخدمين النشطاء وإنما أيضا من ناحية زيادة استخدام الموقع عن اى وقت مضى وقد قال مارك مؤسس الشبكة أن معدل الدخول إلى الشبكة قد فاق حاجز الـ 63% من أصل 1.28 مليار مستخدم كما أن نسبة المسجلين للدخول بموجب 6 أيام بالأسبوع قد تجاوز الآن 50% من أصل مستخدمي الشبكة " بالطبع هذه نسبة لا يستهان بها إطلاقا "

وهنا يكمن السؤال والحيرة : كيف كان بإمكان فيس بوك المحافظة على هذا الكم الهائل من المستخدمين  ليس فقط المحافظة عليهم بل وإستقطاب عدد أكتر منهم وجعلهم في نمو دائم من حيث العدد ومقدار الوقت الذي يقضيه المستخدمين علية وجعل الشبكة دائما في نمو وليس في نقصان ؟

إنه ليس بالشئ الصعب فالشبكة الاجتماعية قادرة على معرفة الأشياء التي تعجب المستخدمين كما أنها قادرة على فهم هذا أكثر من اى وقت مضى من خلال دراساتها لسلوك المستخدمين داخلها في جميع الأوقات وجميعنا يعلم أن الإعلانات هي الركيزة الأساسية في الربح في هذه الشبكة وأنها معتمدة اعتمادا كبيرا عليها لذلك تسعى فيس بوك إلى معرفة المفضلات لدى المستخدمين والعمل على زيادتها على شبكتها كما تعمل على دراسة الأشياء التي تجذب عدد كبير من المستخدمين عند دخولهم إلى الشبكة وذلك لجذب عدد اكبر من الإعلانات ومن ثم زيادة الربح بشكل واضح اعتمادا على كم الداتا الهائل التي يضخه المستخدمين دخل الشبكة مما يجل الشبكة محط أنظار كثيرا من المعلنين لان الشبكة أصبحت أفضل للترويج والإعلانات وذلك لكثر عدد مستخدميها وكمية البيانات الموجودة عليه.

إقرأ أيضا

ما هو تطبيق whatsapp ولماذا دفع فيس بوك 16 مليار دولار للإستحواذ علية ؟


إذا كيف يعرف الفيس بوك ما نحب ؟
في الزيارة الأخيرة إلى مقر الشركة في Menlo Park تم التحدث مع Will Cathcart الذي يشرف على فريق إدارة المنتجات التي تعمل على أخبار الشركة RSS عن هذا السؤال وكان الجواب يحمل دروسا عظيمة للمستقبل والتعلم الآلي ووسائل الإعلام والإنترنت بشكل عام حيث أطلق فيس بوك خدمة الإعلان علية في عام 2006 ولكن الموقع لم يكن يمتلك زر الإعجاب الموجود حاليا لمعرفة ما يحبه المستخدمين وإنما كان يكتفي بالمنشورات المفضلة اعتمادا على ما يحبه الأصدقاء وكذلك بالتعارف على الأصدقاء والمشاركة مع الآخرين وهكذا.

عن ما تم قبول الإعلانات عليه في السنوات التالية لهذا العام وسرعان ما تم تغذية الشبكة بالإعلانات ولكنها كانت على استحياء ومعتمدة على المنشورات الخاصة في time line الخاص بالاعضاء مع إحتمالية أن يكون هذا محل اهتمام من الجميع وعلى سبيل المثال نرى أن الصورة الأولى لأول مولد لأقرب صديق لك سيكون لها طابع خاص ومفضلا كثيرا بين أصدقائكم وهكذا.

وبعد فترة من الوقت وبدراسة عدد مرات ضغط على زر أعجبني يسهل علينا تكوين فكرة مبسطة على اعجابات المستخدمين وهذا إلى جانب عدد قليل من المقاييس الأخرى مثل التعليقات الإعجابات والنقرات على المواضيع المهمة أصبح معروفة بشكل جزئي ليس بالكامل الأشياء التي تروق للمستخدمين.

يقول Cathcart أن صورة مضحكة لشخص ما قد تجلب الألف من زر الإعجاب وعلى عكس هذا قد لا يحظى خبر مهم ومدروس عن الصراعات في أوكرانيا أو اى خبر مهم أخر على هذا الكم من الإعجاب ولذلك نجد أن فيس بوك يكون الأمثل في أخبار الناس والمستخدمين بدلا إعجاب الناس بالإخبار التي يجب أن يهتموا بها ولكن الأسوء من هذا أنه يوجد ألاف من المستخدمين يعجبون بأشياء معينة إلى جانب ألاف أخرى يكرهونها تماما مثل الإعلانات والمنشورات المشتملة على عناوين رخيصة لجذب المستخدمين للدخول إليها مما أدى إلى وجود صفحات كنيرة تشتمل على هذه الإعلانات المزعجة أكثر من الصفحات الهادفة ولكن للأسف مع عدم وجود زر لم يعجبني (dislike) كان من الصعب على الفيس بوك أن يحدد ما هي المواضيع التي لا يريدها المستخدمون وقد إعترف الفيس بوك أن لديه مشكلة حقا في جودة المحتوى.

إقرأ أيضا

هل تستطيع هذه المواقع منافسة فيس بوك وجذب مستخدميه إليهم ؟


ولنكون منصفين هذه ليست مشكلة الفيس بوك وحده إنما هي مشكلة عامة على جميع مواقع الانترنت التي تقوم بتحليل البيانات الخاصة بها لتقوم باتخاذ القرار تجاه المحتوى الداخلي لها ولكن هذه المشكلة لابد لها من حل.

كيف تصدت الشبكة لهذه المشكلة ؟
قد يكون الجواب هو العمل إلى تقديم الأفكار البديهية وتدخل الإنسان للحد من هذه المشكلة خصوصا أن فيس بوك قابل لتدخل المباشر البشر للتعديل علية وكما يصح لنا أن يكون الجواب أيضا أن يتم وضع إشكال جديدة من البيانات تكون مصممة خصيصا لتوليد أفكار خلاف الأفكار القديمة أمثال - أعجبنى likeتعليق commentمشاركة share – وهكذا خلاصة أن يتم إعادة تشكيل فيس بوك.

ويوجد لدينا ثلاثة مصادر تساعد على تشكيل فيس بوك الأولى خوارزميات تغذية الشبكة بالإخبار لتظهر للمستخدمين بشكل ما وكيفية الاحتفاظ بها للرجوع لها مرة أخرى والدراسات الاستقصائية واختبارات A / B وأخيرا بيانات المستخدمين الذين يقضون وقتا بعيدا عن الفيس بوك وماذا يفعلون عندما يرجعون إلية مرة أخرى.

ويتم عمل الدراسات الاستقصائية في وقت معين وعلى كمية لأبأس بها من المستخدمين لمعرفة سلوك المستخدم وما يقوم به داخل الشبكة وقد قال Cathcart في هذا أنة يوجد اكتر من 1000 سلوك للفيس بوك على اكتر من مجموعة من المستخدمين -group- فيقوم فيس بوك بأخذ سلوكهم الشخصي المختلف وعرض التغيرات التي تولد ردودا ايجابية منهم ومعرفة اى واحدة من هذه التغيرات التي تلاقى استحسان الأغلبية وعلى سبيل المثال اختبر فيس بوك سلسلة من التغيرات المصممة خصيصا لتصحيح الانتشار زر الإعجاب - like - خاصا على الصفحات التي تطلب من المستخدمين صراحا ضغط زر اعجبنى عليها من اجل تعزيز مرتبتها على الانترنت وبالتالي جذب الإعلانات واالاخبار.

وقد قلق البعض في وسائل الإعلام من افتراضات فيس بوك حول مفضلات مستخدميها الغير مبررة ولكن شرح Cathcart هذا تفصيلا حين قال أنة تم عمل دراسة على مجموعة صغيرة بالفعل من مستخدمي الشبكة قبل أن يعلن على الملأ عن مفضلات مستخدمي الشبكة وقد تم مشاهدة هذه التحسينات بشكل سريع عليهم فعندما يضغط المستخدم على أى رابط للأخبار يقول Cathcart أن فيس بوك يراقب بعناية ما سيتم بعد ذلك وأضاف قائلا أن كنت مثلا ممن يزورون صحيفة نيورك تايمز فإنك لا محالة تذهب بعيدا عنها وتأتى لها مجددا ومن ذلك يمكننا أن نستنتج أن كنت من الأرجح قد حصلت على المقال التي كنت تريده أم لا وان عدت مرة أخرى إلية تجد المقالات الجديدة اوالاكتر أهمية حتى أن لم تقوم بالضغط للإعجاب عليها أصبحت موجودة بالفعل.

وفى نفس الوقت بدأ فيس بوك التفريق بعناية بين الاعجابات التي يتحصل عليها اى منشور قبل الاعجابات والتي تكون من المستخدمين بعد نقر زر اعجبنى على المنشور نفسه ويوجد كثيرا من الناس من شانهم وضع إعجاب على اى شئ إمامهم ومنهم أيضا من يضع على الأشياء التي تروق له لمجرد أنها قامت بإضحاكه أو كانت متشابهة مع فكرة السياسي أو الاعتقادى وهكذا ولكن القليل منهم من يقوم بنقر زر اعجبنى بعد أن تم قراءة المنشور جيدا.

إقرأ أيضا

أفضل وسائل التواصل الإجتماعى لتطوير أعمالك والتسويق لها


وفى واقع الأمر يرى البعض أن التغيرات التي تحدث على الإعلان والإخبار على الفيس بوك تستهدف مواقع معينة على وجه التحديد لتنخفض من حين تعمل على رفع ترتيب غيرها ولكن Cathcart يصر على أن الحال عكس ذلك تماما حيث يقول أن للفيس بوك سياسة خاصة تقوم بتحديد المحتوى عالي الجودة وان الشبكة ولا تسير على طريق اى نظام لتصنيف الموضوعات حيث يتم التصنيف وفقا لأذواق مستخدميها فقط حيث أنة في كل مرة يتم فيها الدخول إلى شبكة التواصل تقوم خوارزميات الموقع باختيار مابين حوالي 1500 مشاركة ممكنة لتقوم بوضعها اعلي الأخبار والمنشورات.

ويقول Cathcart أن هذا الشى يعد هو الاختبار المثالي لنا في تحديد الأولويات والمفضلات للمستخدمين حيث أنة أن كنت بأسفل الصفحة وأعطيناك عدد 1500 خبر وطلبنا منك أن تقوم بترتيبهم من 1 إلى 1500 وفقا لما هو أكثر أهمية بالنسبة لق اعتقد أن هذا سيكون مقياسا قويا للاختبار أليس كذلك.

هذه هي القليل من الاختبارات التي تتم في الفيس بوك التي جعلت منها الشبكة الأولى عالميا في التواصل وجذب المستخدمين مما يدل على زيادة فرصة الإعلانات لديها ويتوقع الناس أن منصة فيس بوك أصعب شي ما من مستخدمين توتير حيت أنه من السهل أن تتم متابعة أشخاص على تويتر بمجرد ضغط ذر متابعة ولكن هناك سبب واضح لهذا أن مقياس التشابك والتواصل بين الناس اكتر في ازدياد دائم على عكس التغريديات التي غالبا ما تكون في حالة ركود والحقيقة أن معظمنا لا يمتلك الوقت للتدقيق ما بين 1500 تغريده في اليوم الواحد.

في النهاية يسعى فيس بوك دائما إلى معرفة ما هي المفضلات الخاصة بمستخدميه ليتم العمل عليها بشكل واضح ليزيد من قيمة الشبكة وأتوقع أنه في القريب العاجل سيتم عمل خوارزميات للمساعدة على معرفة المفضلات لدى المستخدمين أكثر مما نحن علية الان.

المصدر