الماركات والعلامات التجارية.. كذبة تسويقية أم إجتهاد؟

بواسطة أحمد علاء 2/10/2014 10:13:00 PM


" الماركات، كذبة تسويقية إخترعها الأذكياء لسرقة الأثرياء فصدقها الفقراء " مقولة شهيرة حول العلامات التجارية والماركات التسويقية لأشهر الشركات العالمية، البعض مؤمن بصحة هذه المقولة تماما وأن العلامات التجارية ماهى إلا حيلة من الأذكياء لكسب الأموال من وراءها وبيع المنتجات وتكبير الشركات.

والبعض الآخر يرى أن هذه المقولة ليست صحيحة وأن العلامات التجارية تكتسب شهرتها ولجوء المستخدمين إليها بسبب كد وتعب واجتهاد من القائمين على تطوير هذه الماركات وتوصيلها للمستخدمين بشتى الطرق بل وإقناعهم بها والإستمرار فى الطلب عليها ، ولكن ما مدى صحة هذه المقولة وهل العلامات التجارية والماركات بالفعل كذبة تسويقية لجنى الأموال أم تعب واجتهاد ؟

فى البدابة تخيل نفسك واحدا من رواد الأعمال المبتدئين تسعى بشتى الطرق لتحقيق حلمك المتمثل فى تنفيذ فكرة ما تفيد الجميع وتكبيرها وتعريف الناس بها بل وإقناعهم باستخدامها وإنشاء شركة وتكبيرها..

إقرأ أيضا

تعرف على أغلى وأعلى 5 علامات تجارية فى العالم


الفكرة فى حد ذاتها علامة تجارية أو بمعنى أدق - اسم الفكرة - الطريق ليس سهلا بالمرة لتوصيل فكرتك أو علامتك التجارية إلى المستخدمين وإقناعهم بها حتى وإن كان لديك أموالا طائلة، فمن المستحيلات أن تقوم بإشهار علامتك التجارية وتعريفها إلى الجميع بين يوم وليلة، ولن تستطيع أيضا كسب ثقة المستخدمين وإقناعم بشراء منتجك أو إستخدام الخدمة التى تقدمها بين يوم وليلة، كرائد أعمال تعرف جيدا أن التسويق ليس مهمة سهلة بل من أصعب المهام أو من أصعب الوظائف التى قد تعمل بها، فالأمر ليس متعلق بالكذب أو التحايل على الأشخاص، ولكن للأمر علاقة بالإجتهاد فى توصيل المنتج وكسب ثقة وحب المستخدمين له، ومن هنا تأتى شهرة العلامة التجارية وإقبال الجميع عليها حتى لو بأغلى الأسعار وذلك لثقتهم التامة فيما تقدمه هذه الماركة أو العلامة التجارية، وإذا كان للأمر علاقة بالتحايل والكذب أدت إلى سقوط المنتج فى وقت قصير وعدم لجوء المستخدمين إليه ومن هنا يأتى فشل العلامه التجارية .

لنتخذ مثالا شهيرا على ذلك... يعتقد البعض أن علامة آبل التجارية ماهى إلا كذبة تسويقية وحيلة إستخدمتها الشركة لجذب الجميع، وذلك بسبب أسعار منتجات وخدمات آبل المرتفعة ولكن...

إذا كانت آبل مجرد كذبة تسويقية وحيلة لسرقة الأشخاص فما هو المبرر حول جعلها واحده من أكبر وأشهر وأغلى العلامات التجارية فى العالم ؟ وماهو المبرر حول إرتقاع نسب ولاء مستخدمى آبل إلى منتجات الشركة بل واستمرار لجوء المستخدمين إليها وشراء منتجاتها على الرغم من أسعارها العالية ؟ فى الحقيقة آبل لم ترتقى إلى هذه المستوى فى شهر أو عام أو عامين بل إستمرت عقود لتحقيق شهرتها وكسب ثقة المستخدمين ليس بالتحايل والكذب بل بالإجتهاد والعمل ومنتجات الشركة وحدها هى من تثبت ذلك بجدارة .

إستطاعت آبل توصيل علامتها التجارية إلى العالم ليس فى شكل منتج أو خدمة ولكن فى شكل أسلوب للحياة مما جعل مستخدمى آبل مقتنعين تماما بما تقدمه الشركة لهم بل وفخورين بذلك أيضا، ومن هنا يأتى عنوان النجاح، لم تصعد آبل أيضا إلى هذا المستوى بسهولة بل واجهت العديد من الصعوبات ولاقت فشلا ذريعا مرات عديدة وعادت مرة أخرى لتصبح آبل بكل ماتحمله من قيمة ومعنى .

إقرأ أيضا

بالعربى انفوجرافيك.. الخطوط والالوان التى تسيطر على أبرز العلامات التجارية فى العالم


قد يعتقد البعض أن مجرد إقناع المستخدمين بشراء منتجات آبل بأغلى الأسعار هى حيلة بسبب وجود بعض المنتجات الأخرى المماثلة بالأسواق أقل ثمنا، ولكن إذا كان المستخدم راضيا بالفعل بما تقدمه الشركة فأين الحيلة والكذب ؟

بناء العلامة التجارية ليس بالأمر السهل، أما عن المقولة " لسرقة الأثرياء " فالأمر ليس متعلقا بالسرقة ولكن بسبب نجاح آبل فى رفع قيمة علامتها التجارية بين الجميع ونجاحها أيضا فى إثبات هذه القيمة أصبح من يحمل أى منتج من منتجات آبل يصبح قيما هو الآخر حتى وإن كان باهظ الثمن وهذا مانجحت به آبل بجدارة ، أما عن " فصدقها الفقراء " فلنفس السبب السابق وهو نجاح آبل فى رفع القيمة السوقية لعلامتها التجارية فبالتالى جعلت من غير القادر على شراء منتجاتها حالما باقتناءها يوما ما.

المقال يعبر عن رأى الكاتب , شاركنا الرأى...

هل تتفق مع المقولة السابقة أم لا؟