نوكيا : الى الأفضل ام الأسوأ ؟

بواسطة أحمد علاء 10/16/2012 1:40:00 AM

شركة عملاقة بقوة نوكيا سارت على الدرب طويلا لأكثر من 120 عام , ابتداء من كونها شركة صناعة المطاط او تجهيز الاخشاب الى كونها الشركة رقم 1 في عالم الاتصالات وأكثر المنافسين خبرة , وخلال ال120 عام لابد من أن الشركة قد واجهت المصاعب ولكن من المؤكد انها تمكنت من حلها وقد اثبتت ذلك خلال صمودها تلك الفترة .

 

الان بعد 120 عام , اصبحت نوكيا تواجه تحديات اصعب مما نتخيل , فقد انتقلت من اكبر مصنع للهواتف النقالة على العالم وبلا منازع الى شركة تحاول العودة الى مضمار المنافسة على الاقل . وفى الفترة الحالية نرى خسائر نوكيا المليارات الدولارات وهذا الوضع لو استمر من شأنه أن يؤدي الى انهيار شركة تعتبر اسطورة عالم الاتصالات .

 

مالذي جعل نوكيا تصل الى هذه المرحلة ؟؟؟

 

نوكيا في الفترة الحالية كالغريق الذي يبحث عن غصن صغير لينقذ نفسه من الفيضان المحيط بها . حيث أن التحدي الاكبر ليس بالوصول الى القمة والوصول الى اعلى الإيرادات فقط انما التحدي الاصعب كيف تحافظ على تلك المكانة التي تم بذل مجهود كبير جدا للوصول اليها والابقاء على مسافة بينها وبين المنافسين وذلك من خلال عملية الابتكار المستمر وتبني مشاريع ذات افكار جديده من شأنها احداث ثورة في عالم الاتصالات . ولكن من المؤكد الا يستمر هذا الوضع الى الابد وخصوصا أن المنافسين لا يرحمون ابداً وينتظرون سقوط الاخرين لينتهزا تلك الفرصة .

 

لماذا تأخرت نوكيا عن التغيير .. هل لأنها ترى ما تفعله صواب أم انها ترددت عندما كان ينبغي أن تتصرف ؟؟؟

 

 

عندما جاء السيد ستيفن ايلوب الى نوكيا كرئيس تنفيذي في اواخر عام 2010 وقد أقر أن نوكيا تستخدم منصة تشغيل محترقة تماما ( سيمبيان ) حيث كان في الماضي ثورة في عالم انظمة تشغيل الهاتف واليوم ما هو الا نظام متهالك محدود الموارد والمزايا. ولم يعد يجذب العملاء كالسابق . وهذا كله لصالح أي فون وأندرويد . وكانت لدى السيد ايلوب أربعة خيارات أمامه وهي :

 

  • - الاستمرار فى عملية تطوير نظام ميجو والتوقف عن استخدام سيمبيان (باستثناء الاجهزة الرخيصة )
  • - التوجه الى منصة أندرويد والتخلي عن سيمبيان (أحد مسببين تراجع نوكيا )
  • - التوجه الى نظام ويندوز فون ( والذي هو حاليا من نصيب نوكيا )
  • - اعادة بناء نظام سيمبيان من الاساس ( وهي عملية صعبة ومتأخرة جدا ) 

 

عندها قرر السيد ستيفن ايلوب المضي قدما مع نظام مايكروسوفت نظراً لقوة العلاقة بين الشركتين وبحسب نظرته أن نظام ويندوز مع نوكيا سيؤدي الى تحالف قوي ضد غوغل والعملاق أبل وأيضا سيكون أكثر فائدة للمستخدم والشركتان معاً . في بداية الأمر نظام ويندوز تم اعادة بناؤه من الصفر نظرا لفشله في الاعوام السابقة حينما كان يستخدم أجهزة أي ميت و اتش تي سي , حيث لم يلاقي استحسان المستخدمين وأحد اهم الاسباب ارتفاع الاسعار .

 

ومع ذلك فان نظام ويندوز فون على الرغم من أنه جديد الا أنه نقلة نوعية ويمتاز بقاعدة صلبة تجعل منه نظام مستقبلي واعد وخصوصا أنه من عملاق انظمة التشغيل مايكروسوفت .  وهذا سبب كاف لدخول نوكيا شريكة قوية مع مايكروسوفت خصوصا انه تم تقديم مزايا حصرية لنوكيا دون سواها من الشركات الاخرى الى تصدر اجهزة على نفس النظام . وهو ما تأمله نوكيا وهو العودة الى ما كانت عليه في سابق عهدها .

 

وبحسب السيد ستيفن ايلوب . أن نوكيا لن تكون مجرد ذراع تصنيع لدى مايكروسوفت وانما شراكة مبنية بطريقة مدروسة تجعل الطرفين مكملين لبعضهم البعض . بغض النظر عن نظام ميجو حيث انه نظام رائع وممتاز وبغاية الاناقة ولكن تجربة نظام ميجو مقاربة جدا لنظام سيمبيان , وليس هو المطلوب انما المطلوب نظام جديد كليا مبنى بطريقة مميزة وهنا نوكيا وجدت ضالتها عند مايكروسوفت صاحبة الخبرة الطويلة.

 

نوكيا مع أندرويد....!!!

nokia- android

 

 

بالطبع تستطيع نوكيا اللحاق بقافلة مصنعي أجهزة اندرويد ولكن لأسباب ادارية قررت نوكيا عدم الخوض في هذا المسار حيث المنافسة ستكون صعبة للغاية في ظل وجود العديد من الشركات , ولنا فى شركة اتش تي سي خير مثال . على الرغم من قوتها الهائلة في صناعة الاجهزة الرائعة الا انها تعاني من خسائر مستمرة وهذا ما لا ترغبه نوكيا بالتأكيد .

 

نظام ويندوز فون سيكون خطة على المدى الطويل بالصبر والتروي بالنسبة لمايكروسوفت , حيث تطمح أن يكون النظام رقم 1 في العالم بعد التغلب على كل من أندرويد وأي او اس من ابل , حيث تريد توفير تجربة متكاملة ما بين هاتفك وجاهز حاسوبك الخاص أو الجهاز اللوحي وهذا من شأنه تسهيل الكثير من الامور بالنسبة للمستخدم .

 

نظام نوكيا الخاص نستطيع القول أنه انقرض , ومجال أعمال نوكيا تراجعت بالمقابل شركات أخرى تقدمت عليها بنجاح . ولكن قد تكون كبوة جواد على اعتبار أن نوكيا خبرتها طويله جدا في مواجهة التحديات , وما نستطيع قوله أن نوكيا اليا ملامح مستقبلها غير واضحة ابداً ولكن علينا الانتظار لنرى هل سيكون مستقبلها كشركة IBM الامريكية أم ستعيد بناء نفسها لتصبح أقوى ؟؟ .